المرحوم الأستاذ صبحي الشحروري

رحيل الأديب والكاتب والناقد المرحوم الأستاذ صبحي الشحروري

  • رحيل الأديب والكاتب والناقد المرحوم الأستاذ صبحي الشحروري
  • رحيل الأديب والكاتب والناقد المرحوم الأستاذ صبحي الشحروري
  • رحيل الأديب والكاتب والناقد المرحوم الأستاذ صبحي الشحروري
  • رحيل الأديب والكاتب والناقد المرحوم الأستاذ صبحي الشحروري

فلسطيني قبل 5 سنة

 

 

 

 

رحيل الأديب والكاتب والناقد المرحوم الأستاذ صبحي الشحروري

المرحوم صبحي الشحروري هو احد أبرز وجوه النهضة الادبية والثقافية الفلسطينية وهو حالة ثقافية ومدرسة نقدية ساهمت في تطوير وإثراء الأدب الفلسطيني ، وتميز في ميادين الإبداع في مجالات القصة والرواية ، وكان رحمه الله صوتاً نقدياً قوياً وشجاعاً لا يعرف المجاملة والتزلف ، ولم يخش غضب احد من الكتاب والمبدعين ، ولا يختار النص لرغبة في الكتابة ، وانما يختار المميز ، ولا يلصق نصه بعناوين غريبة كما يفعل الكثير من النقاد والدارسين والباحثين ليتفاخروا بالمنهجية ، بل يمازج بينهما ويقرب الواحد من الثاني ، وتعتبر دراسته عن جدارية محمود درويش في مجلة " الشعراء " الفلسطينية التي كانت تصدر في رام الله الا نموذجاً للنقد الذي يكتبه الشحروري " أبو نضال " .

صبحي شحروري من مواليد قرية بلعا قضاء طولكرم سنة ١٩٣٤ ، انهى دراسته الابتدائية في قريته وكان من الطلاب الأذكياء المتفوقين ، وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة بنجاح ، التحق بجامعة دمشق ، ونال على الاجازة في الفلسفة ، ثم عمل مدرساً في بلده وفي طولكرم .

بدأ الكتابة سنة ١٩٥٥، وكتب القصة القصيرة ونشر كتاباته في صحيفة " الجهاد " وبعض الصحف اللبنانية ، ومن قصصه الأولى " الزامور ، سلة تين ، رأس الشيخ والقطار " ، وهذه القصص كتبت بوعي فني متقدم ، ولغة جميلة رصينة ، عميقة بعيدة عن المباشرة والتسطيح ، وتدل على مخزون ثقافي ومعرفي وفير . وفي منتصف الخمسينات نشر في مجلة " الآداب " اللبنانية ، وفي مجلة " الأفق الجديد " التي صدرت في العام ١٩٦١وكان واحداً من مؤسسيها وابرز كتابها ، وله اياد بيضاء وبصمات واضحة في الادب ، وحضور بين المثقفين والمبدعين والأدباء في سائر أقطار وطننا العربي الكبير .

 

صبحي الشحروري مثقف من طراز خاص لا يتكرر ، وهو شغوف الى حد العشق والتقديس بالقراءة الكثيفة منذ خمسينات القرن الماضي وحتى وفاته ، وعرف بغزارة الانتاج والابداع ، وتحول قبل اكثر من اربعين عاماً الى النقد الادبي ، وله ١٥ كتاباً في فن القصة والرواية ، ومنها اريعة كتب في نقد الشعر المحلي ، وشعر الشتات الفلسطيني والسرديات ،.

يقول عنه الشاعر يوسف محمود من قرية " عنزة " قضاء جنين : " صبحي شحروري صوت نقدي متماسك وشجاع بحق ، وهو كاتب ذو تجربة لا يتورع عن قول رأيه ، وذلك عائد الى ثقته العالية بنفسه لكن دون تيه أو عجب ، ودون اية مظاهر ،

فهو لا يتكبر ولا يستثمر ، بل ظل كما هو الانسان العادي والفلاح البسيط ، يزعجه حفظة العناوين واصحاب الرؤى المثلجة ، فهؤلاء لا يستطيع السكوت عنهم ، لأنه لا داعي للزيف والكذب ولا داعي اطلاقاً للادعاء ، وكأي مثقف حقيقي يدرك مدى اتساع بحر المعرفة الذي لا ساحل له ، فعندئذ لا يطيق من يأتي ويقدم نفسه على أنه أكبر من بحر بلا ساحل ، لأنه في ذلك بلوى بلا ساحل " .

صبحي شحروري من اعلام ثقافتنا المعاصرة ، واحد أهم رموز الحركة الثقافية الفلسطينية ، سبق جيل " الأفق الجديد "في الكتابة الأدبية الابداعية ، ويستحق التقدير والتكريم والوفاء .

رحيله يشكل خسارة حقيقية للثقافة الفلسطينية والأدب والنقد وقد ساهمت إبداعات المبدع الكبير كناقد وكاتب وقاص في ترسيخ مفهوم الهوية الثقافية الفلسطينية خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

كان صبحي شحروري منظومة متكاملة من الإبداع والأخلاق والانتماء لوطنه وشعبه ما أهلّه لأن يكون في مقدمة الأسماء التي كتبت عن فلسطين وساهمت في حفر اسم الوطن في سجل الإبداع الإنساني.

هذا التراث سيبقى أرثا للأجيال القادمة وسيبقي مرجع يشار إليه ويفتخر به وهذه ستبقى ذكرى الناقد والأديب الأستاذ المرحوم صبحي شحروري

يرحل أستاذنا القدير الكبير صبحي شحروى تاركاً لنا سيرة وتراث وارث كبير ثري بالأخلاق والإبداع وستبقى منارة ومصدر الإلهام للأجيال الفلسطينية القادمة.

رحم الله أستاذنا المرحوم صبحي شحروري.برحمته

والهم  ألهه وذويه  ومحبيه  وكل من عرفك الصبر والسلوان وحسن العزاء

وعز فراقك على الجميع وقد تركت فراغا في الحركة الادبيه والنقدية في فلسطين

ولا نملك إلا أن نقول

رحمك الله برحمتك وأسكنك فسيح جناته

إنا لله وإنا إليه راجعون

 

التعليقات على خبر: رحيل الأديب والكاتب والناقد المرحوم الأستاذ صبحي الشحروري

حمل التطبيق الأن